«تجليات الرواية المصرية الجديدة».. أحدث إصدارات هيئة الكتاب
صدر حديثًا عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، كتاب «تجليات الرواية المصرية الجديدة»، قراءات تطبيقية للدكتور جمال عبد الناصر.
تنطلق مجموعة القراءات التي يضمها هذا الكتاب بين دفتيه من فرضية أساسية ألا أن الرواية المصرية الحديثة- بل المعاصرة أيضًا- قد بلغت ذرى بعيدة، سواء على مستوى الشكل أو المضمون، ما جعلها تتبوأ مكانة مرموقة في ساحة القص الدولية اليوم، فالناظر في حال الرواية المصرية الجديدة بشكل عام، مقارنة بالرواية الأمريكية أو تلك الإنجليزية- إن لم نقل الغربية على حد سواء، يستطيع أن يدرك وبعقلانية شديدة، مدى التطور الذي طرأ عليها، وجعلها تقف منافسًا عنيدا، ومدى النجاحات التي حققها ويحققها الروائيون المصريون الجدد الذين حجزوا لأنفسهم أمكنة بارزة وسط أبرع صناع الرواية في العالم، بل إن بعضًا منهم قد تفوق على نظرائهم، بمضامينهم الإنسانية ووسائلهم الفنية، وبتجريبهم على مستوى الشكل- تقليدًا أكان أم مبتكرًا، تراثيا أكان أم استشراقيًا - وباستغلالهم لأقصى طاقات اللغة العربية، الشيء الذي لم يحدث مع الإنجليزية، كل ذلك في إطار ذهني خالص، يعتمد نزعة فلسفية وثيقة الصلة بالواقع المعيش، وبعيدة عن الوعظ أو التقرير، تستقي جوهرها من ثقافة عريضة، ووعي بخبايا العالم الروائي الأثير، الذي حاكت اتجاهاته ومدارسه، أولًا بأول، إثر اتصالها برموزه الإبداعية، لتنسلخ منه، معلنة عن هويتها المستقلة وقدراتها التعبيرية.
وفصول الكتاب مرتبة حسب تاريخ نشر الرواية التي تدور من حولها دراسة كل فصل، أي أن الترتيب الزمني لصدور الروايات تم اتباعه، وهذا في حد ذاته منهج علمي مقبول، لا سيما وإنه خير معين في معظم الأحايين لرصد التطور الملحوظ الذي يطرأ على طرائق المعالجة الروائية، وعلى الأساليب والأشكال الفنية التي يوظفها الروائيون كل حسب رؤاه ،ومفرداته وقدراته، وطاقاته الإبداعية.
والروائيون المصريون الذين تتناول رواياتهم الجديدة فصول هذا الكتاب هم على الترتيب: فؤاد حجازي، وعبد المنعم السلاب، ومحمد عبد الله، وفؤاد قنديل، ومحمد جبريل، ومحمد عبد السلام العمري، وأريج إبراهيم، ومحمد القصبي و محمد صدقي، وخليل جيزاوي، وجمال التلاوي، ومحمد العشري، ومحمد قطب، وكمال رحيم، وعصام حسين عبدالرحمن، وأحمد عبده، معظم هؤلاء كتاب لهم شأنهم حيث حجز كل منهم مكانا لنفسه على خارطة الإبداع الروائي في مصر مؤخرًا، حتى هؤلاء الذين يبدون أقل شأنا فإن كلا منهم راح يحفر لنفسه اسما في عالم فن القص.